Saturday, February 1, 2014

...

ينمو الانسان و ميراثة الجيني و الاجتماعي  يتاكد  و يتبلور يوما بعد يوم 

كل انسان له مرجعيات تشكل سلوكة ..منها الديني و العرقي و المجتمعي و المعرفي 

يحدث صدام الانسان مع من حوله حين تختلف نظرتهم للامور - و الاختلاف من سنن الكون -و هو راجع لاختلاف التوليفة التي تشكل مرجعية الانسان بالاضافة للتدخل الجيني الذي لا فكاك منه و الذي يساهم ليس فقط في تحديد شكل الانسان و امراضه المحتمله  ،، ولكن سلوكه ايضا 

يجاهد الانسان -ان وجد بدا لذلك ٌ- ليحظي باوضاع افضل ،، قد يكون محظوظا نال نصيب من الفطنة تجعله يضع يده علي جوانب القصور و التي تعيقه عن التقدم ليكون فقط افضل
،، 
يتوقف البعض لينعي حظه الذي كبله بمزيد من الجينات و المرجعيات تصعب عليه الفكاك 
بينما الجيدون فقط هم القادرون علي تحدي كل هذا الهراء و المضي حيث ينتظرهم المجد ،، او فقط ببساطة و بدون تقعر ،،القدرة علي الاستمتاع بالمتاح  ،، و هي في رايي افضل من الف مجد

Monday, December 23, 2013

البرد يعمل اكتر من كده

لا احب الخواتيم ،، لا استثني ديسمبر،، 
لا احب ديسمبر لانه ببساطة نهاية ،،
 اعي جيدا انه يظل دائما و كسنة ثابتة من سنن الكون انه في ذيل كل نهاية لا بد و ان تنبت بداية جديدة ،، 
لكني انا ولفترة من الزمن لا استصيغ تلك البداية التي نبتت من ذيل النهاية حتي اعتادها ،،،
   يلازمني هذا الشعور طويلا حتي اعتاد وجود تلك النبتة او البدايه ،، فتظل هي تنمو و يظل ارتباطي  انا بها في ازدياد ،،حتي تهرم،، او تصل الي النقطة التي هي نهايتها و بدايه نبته جديدة تنطلق من رحمها ،، 
و هكذت دواليك ،، اكره، اعتاد، احب ،ثم اكره مجددا
هو ليس كرها بالمعني الدقيق ،، هو فقط رغبة بالتمسك بتاريخي المشترك مع الاشياء ، رغبة في عدم الفراق ،،حتي وان كان القادم يناير ،، اقصد القادم افضل

Wednesday, December 4, 2013

نوة

حين تمطر و انت لست هنا ،،

تجاربي في الدنيا قليلة ،، و تجاربي في تجريب نفسي في موقف او حالة اكثر قلة ،، 
اسبوع مر ،، او اسبوع مر ،،بفتح الميم او ضمها ان شئت ،، عشته و انا اقاوم مخاوفي و وحدتي،
انتظر مكافاتي بان اراك في اخره

،، لقد بذلت الكثير كي ابدو امامك صلبة قادرة علي تحمل مسؤلية نفسي و مسؤلية البيت ،، فتاة شجاعة ،، تستيقظ في الصباح تذهب الي العمل بدون وجبه افطار في الاغلب،، تنهي مهام يوم العمل الهاديء و الرتيب غالبا في هذا الفصل من العام ،، تعود للمنزل لتتناول شطيره جبن مع كوب نسكافيه،،  فانا لا اطبخ لنفسي ابدا ،، لا اطبخ وانت لست هنا ،،

صوت التليفاز عالي كي يغطي علي ضجيج يحدثه تزاحم المشاعر و الافكار في المسافة بين قلبي و عقلي ،، افتح صفحة الفيس بوك علي اجد لك اثرا ،، تعليق ربما  ،، كلمة في رسالة ،، او حتي مجرد اعاده بث لموضوع لفت انتباهك ،،
 معلقة عيني علي  احرف اسمك المنير المستقر دوما يتوج  قمة قائمة الاصدقاء الملاي باسماء لا اعيرها اهتماما الان ،،
 الوقت يمر ،، وانا انتظر ،،

اغلق الابواب جميعها كل حسب طريقتنا في اغلاقه ،، و اجلس في السرير في مكاني محافظة لك علي المساحة التي تخصك وان استصغرتها انت و عاتبتني دوما علي انتشار اطرافي المترامية الاستعمارية في حيزك  تغتصب منه الكثير ،،و تضجرك  

اريد ان ابدو  اكثر صلابة امامك ،، و امامك انت وحدك ،، لا ادلل نفسي وافرحها  بكيفية مجابهتها  لمواقف قد تبدو تافهه جدا حقا في نظر الكثيرين ،، لكن ربي يعلم كم هي فعلا قاسية علي ،، اصلا انا لا يعنيني الاخرين و ما يتوقعون ،،لا اقارن نفسي سوي بنفسي ،، ما املكه ما استطيعه ،، ما ابذله برغبة مني او بدون 

انها تمطر الان ،، تستخدم انت كاغلب اهل الشمال مفردة . تشتي . تنطقها و انت مبتسما غالبا ،، فالشتا خير ،، يغسل الدنيا و يغسلنا  ،،قد يكسي النفس بهاله من شجن جليل وبعض الحنين ،، يضيف المزيد من المودة  بيننا حين نحتسي الكاكاو الساخن امام فيلم رائع اخترته انت خصيصا لليلة شتوية كهذه ،، و المزيد ايضا  من الرحمة حين  نتدثر بعده باجساد بعضنا انت وانا ،، اطراف متلاحمة ،،  كف بكف وقدم بقدم انفك في صدري يتنفس رائحتي و يغلفني بزفير دافئ  هادئ الايقاع اعشق رائحته وانت تعرف

انها تمطر الان و انا هنا في فراشنا وحدي ،،في اقصي طرف للفراش  محتفظة لك بالمساحة الاكبر ،، 

يغالب صوتك الاختناق و تقول انك لا تدري بشان غدا ،، استاتي ام تستكمل اسبوعا اخر في الغربة ،، غربتك و غربتي ،، وانا اغالب ضجيج دقات قلبي ولهفتي بابتسامات منحسرة متكسرة
   ،، محمود ،،  اقول لك سر ،، لقد طبخت لك اليوم 

انها تمطر ،، زخات قوية لا نحظي نحن القاهريون بمثلها ،، افتح رواية رضوي عاشور التي اتابع قراءتها الان من علي التابليت ،، طبعا كما تعلم نسخة مسروقة متداولة علي احد مواقع المكتبات الاكترونية  الخيرية  هكذا اسميها و التي اعشق تنزيل الكتب منها و تستحرمها انت

تتدحرج عيني علي الاسطر ،، سطر فالثان ثم اتوقف ،، افتح صفحة للكتابة اعلم اني ككل مرة ستبوء محاولتي لاقتناص المعني  بالفشل  ،، فانا ادرك جيدا ان الصمت استوطن  لساني رغم زخم المفردات الذي يجتاح قلبي اجتياحا  ،،
 لكنه  الملل او ذهد ،، او ربما احساس ان لا شيء يستخق عناء البوح   بعد كل ما كان و ما سيكون،، اعني الشان العام و ما تبعه من تشكيل علاقتنا بالاشياء و الاشخاص،، المواقف و الوطن ،، 

انها تشتي يا محمود و انا حقا جدا افتقدك


Wednesday, October 24, 2012

سنة حلوة يا حبيبي الجميل

وعدت سنة سنة كاملة 365 يوم و ربع
شفنا فيها سوا لحظات كتير حلوة خالص و لحظات تانيه حلوة نص نص , اما اللحظات اللي كانت شوية سخيفة فمش عايزة افتكرها .. 

عايزة اسقط من ذاكرتي النهاردة في ذكرانا الاولي كل ما هو مش حلو .. علشان حتي اللي مش حلو .. معاك لما ببص عليه بلاقيه حلو ..
 او علي الاقل بلاقي ان كان له لازمه ..
اصل الحجات الوحشة – بتراكمها - مع الحجات الحلوة 
, و الحجات النص نص هي دي درجات سلم الحياة
اللي ضروري نطلعه مع بعض درجة درجه .. هي تاريخنا.. عمرنا اللي بنعيشه .. بازل نلملمه حته حته و نرصه جمب بعض , نبعد شويه عشان نعرف نشوفه و نقرب شويه عشان نكمل تجميع الحتت الباقية .. الحتت الحلوة و الحتت الوحشة ..
نفرح بالحلو و نتجاوز عن الوحش .. و بعد شويه نبص و ندقق فنلاقينا مع بعض من زمان ماسكين ايد بعض و ماشين الطريق سوا .. خطوه خطوه .. اللي يتكعبل فينا ما يخافش علشان واثق ان حبيبه جمبه و عينه عليه , و قلبه سانده قبل اديه ..
كل سنة و انت طيب يا حبيبي
كل سنة و احنا سوا
بسمة

Sunday, June 12, 2011

تدوينة لحبيبي محمود

عايزة اكتب عنك ..

عايزة اكتب ليك

كلمات مفرحة ما فيهاش اي مسحة حزن او كأابة او شُبهة ضجر ..ولا حتي كلمات مهزومة و مستسلمة

ولا جمل تنعي الماضي بكل ما فيه ..او حنين ابله لاشياء , تسترجعها الذاكرة ثم تضفي عليها بأداء سينمائي رديء بعض اللمسات التعبيرية جدلا اوعاطفية مؤثرة

كنت قد فكرت في بعض العبارات .. لكني الان و بنفس راضية مطمئنة قد تنازلت عنها ,كي تنتهي مع الحبر الرديء الذي كتب بها و بالخط الاعوج ذاته في سلتي بجوار الكوميدينو ذو الادراج الثلاثة لانها - و رغم نبرتها المتحمسة - افتقرت الي ذلك الدفيء الذي اود جدا ان اغلف به تدوينتي تلك

تدوينة اهديها لك انت وحدك يا حبيبي محمود

ربما اكون قد فقدت قدرتي علي التعبير كتابة طبقا لنظرية الاهمال و الاستعمال .. و لكني لاجل عينيك الجميليتين سوف اجتهد في ان اجعل من نصي القصير الاتي هدية بسيطة لك في هذا اليوم ..

اليوم بالطبع هو ليس عيد ميلادك و لا عيد حبنا .. اليوم هو فقط 12 يونيو .. يوم عادي جدا في سنة غير عادية

اظنه لاجل هذا تحديدا قد خلقت الهدايا ..ليس لتثقل علي كهولنا و تزيد الاعباء المادية في مناسبات تخص ناس تزيد او تقل مشاعرنا الحقيقية نحوهم, لكنها علي الارجح .. خلقت لنمسد بها اكتاف الاحبة ..و نطبع القبلات علي جباههم وخدودهم في ايامنا شديدة العادية

في منتصف اليوم و في لحظة لم تكن استثنائية بأي حال ..طفت في بالي

شعرت بكثافة وجودك حولي في تلك اللحظة بالذات.. اجزم اني شممت رائحة جسدك تشق غلاف العطن الذي نحيا داخله بفضل جهاز مكيف رديء في غرفة زجاجية تخلو من شباك

رفعت رأسي عن شاشة اوتكاد صماء تلبدت و ارتبكت خطوط التصميم داخلها لاري فيما يشبه الحلم وجهك الحبيب يقترب باسما ..

دفقات متواصلة من خام الحب ظلت تهدهدني كموجات طرية ..وانا بحضورك الطاغي المباغت قد رافقتني ملائكتي و اياك صعودا الي سماء اعرفها .. و فرارا من الضجر الشائع لتلك الايام العادية

تبسمت حين امتلأت عيناي بتفاصيل وجهك الجميل

طفت به مرات و مرات تستوقفني النقائد في ملامحك المسترسلة حيث تمتزج الحدة و اللين في آن ..انف بارز تتبعة استدارة لينة لخد ممتليء كريم .. جبين سلس مستقيم ثم فجأة تتفجر اعلاه موجات من الشعر المتماوج و الذي رغم قصره يوصف بالكثيف

لمحت عرايس الشعر.. تلك الشعرات البيض الجالسة في الجانب الايمن من رأسك بثياب العرس في انتظار حبييب علمن انه قادم حتما لا محالة مفروش تحت اقدامه طبقات من ورق الورد و نشارة ملونة يصحبهن الي اعشاش حب هي الجنه

.. محمود .. اني احبك

هكذا تمتم لساني بصوت فيما يبدو قد كان مسموعا .. لان زميلتي قد خرجت عن سياق اكوام الورق المرصوصة امامها لتسألني .. ايه يا بسمة في حاجه .. بتقولي حاجه ؟

ابتسمت لها و قلت بصوت هامس .. محمود وحشني يا ريت لو يجي الجمعة ..

وعدت ثانية الي سمائي العالية دون ان انتظر منها ردا

هل قلت لك يوما ان العطر هو قناع متشقق تتخبي خلفه رائحتك انت

ان العطر في زجاجته مهما غلا ثمنه هو في النهاية بلا معني ..و هو يكتسب معناه الاوحد المطلق فقط حين يمتزج بك انت

لقد شممت العطر الثمين من الزجاجة واري انه مختلف كليا عما تتشربه حواسي كلها و خلاياي العطشي ..فأسكر به .. فقط ان اقتربت مسافة كافية

وعن الطعام

ادون للذكري ها هنا كلمة انفاس .. انا و انت فقط نعرف ماذا تعني في هذا السياق تلك الكلمة ..اري بسمتك بازخة بوضوح الان ..

اؤكد لك يا حبيبي علي سبيل الوعد ايضا ..ان شوربه الخضار و سلطة التونة و البطاطس بكل انواعها رغم براعتي في تحضيرها ..و بالاضافة لكونها الاسهل و ا لاسرع و الاكثر صحية .. فان سفرتنا لن تعتمد عليهم بشكل كلي كامل .. بل سوف يتخلل ذلك بعض الاطباق الاخري التي تفضلها .. فقط اكتب لي قائمة بتلك الاكلات و انا اعدك من موقعي هذا اني سوف ابذل جل جهدي و انفاسي في سبيل ان تخرج الي النور و الي سفرتنا تلك الاطعمة

لن اتي علي ذكر عبارات بها رائحة الحزن .. لذلك سوف اقول ان صوتك اليوم كان رائعا .. وكفي

كان افضل من مرات مضت لم تتغلب فيها كما فعلت اليوم علي اشباح عنكبوتية تتسلق الاحبال الصوتية للرجال و تتغذي علي بهجتها ثم تتركها كخرقة باليه لا تصلح الا بالكاد لبعض السعلات المستهلكة المبحوحة ..

اليوم انت منتصرا .. انا فخورة بك يا فارسي الجميل

خاتمة

كنت مصرة علي ان انهي هذه التدوينة الليلة .. وكانت قبل مكالمتك الاخيرة شبه مكتمله لا ينقصها سوي الخاتمة ..

الان و بعد ان انفرط عقد الكلمات ففرت ولم تبقي الا عدة كلمات احسبها جديرة و كافية

الان اقول لك

ان صفحتي مكتوبة بك انت

احبك كليا و جزئيا و دائما

Tuesday, June 7, 2011

عودة

وكأن العاصفة التي هبت علي واديَّ الهادي المستقر قد بعثرت كل الحكايا و الخبايا
حتي التي فوق رؤسها قد قام منتصبا شاهد قبر ..
تلك التي بيدي قد دفنتها بعد اذ كفنتها برماد من حريق الساعات و الايام و الزمن الذي قد مر
كل الذكريات قد طفت علي السطح فجأة

**********************
اتذكر ذلك اليوم .. حين استقمت امامك ..وكنت بعد لا ازال صغيرة يافعة
رافعة وجهي البريءالمخضب بدموع العشق نصب قامتك السامقة الممتدة ..اتشرب بحواسي جميع تفاصيك ..اتلو علي مسامعك كلمات الحب البكر التي لم اتلفظ بها قبل حينها لسواك
كان لحضورك يومها رائحة الفانيليا لا اعرف لماذا

**********************
قلت لك يومها
ان في عينك حزن..
و رغم ثبات المقلتين ,الا اني اري فيهما ما قد كان و ما قد حدث لن ينتهي هذا العبث
انه قدر الملوك
لقد خانوك ..
لم ترُد
فارتد صوتي في الصدي
ثم اطلّ الشجن النبيل رويدا و استدار مكتملا كهالة شاحبة حول جبينك العالي كأنك ثانيةً في انتظار الردي

************************
صمتك متقن .. انت تتخبي وراء الكلام .. ووجهك الحجري لا يبوح .. وان مزقته سكاكين الالم
ولكن ..الن تنفض عن كاهلك عبء الصمت يوما وتصرخ ..؟
لماذا لا تصرخ حتي ينزاح الغيم الرابض خلف ستار القلب
قلت لك يومها اذن فلتبكِ .. لنبكِ سويا علنا نغتسل من الالام و الهجران و جراح تنبت علي الشرفة الرطبة لجدار القلب
ولكن مقلتك الجامدة قد حالت دون وصول دموعك حد الزرف ..
واا اسفا عليك ..
لقد رجوتك يومها و رجوت الرب .. كنت احبك و لم اكف ..و كان الجميع يعلم
قلت ان لم تكن لي جسدا و روحا يا حبيبي انت .. اذن فليهب لي من نسلك الرب
رجلا جميلا يرث النبل و الانف المميز و العيون يا حبيبي اخناتون
قال الحجر الرابض خلفي منقوش علي سطحه باقي الحكايا ..
ان نسله صبايا
قلت ليكن من نسل الصبايا..
ليكن رجلا يرث النبل و الانف المميز و العيون ..
بعض الحزن قد لا يضير .. و الصمت ايضا قد لا يضير ..
شريفا مؤمنا .. لكن ليس ليناً..
القيت تعويزتي و رجائي قربانا حيا ,امام ما قد تبقي من اقدامك المبتورة في قاعة المتحف يا اخناتون
و مرت الايام ..

***********************

و لأنهم قالو الرفيق قبل الطريق .. فإني جعلت سوق الرفاق هو في البداية مطلبي
أُقلب في المتاح فلا ينال رضاي ..اسمع منادي ينادي علي صنف جديد فأهرع اليه فلا اجد غير الرفاق المعطوبون
عقارب الزمن سامة ..و الوقت يمر
ادركت انه لا مفر
بدأت طريقي بلا رفيق .. و دروب الحياة طويلة
مشيت كثيرا و في عقلي يتقافز هاجس وحيد .. ان قرباني يومها كان لوجه الله و للحب خالصا ,فلماذا اذن لا انال ما اريد ؟
رجلا يرث النبل و الانف المميز و العيون ..و بعض الحزن .. و اتقان لفن رومانسي قد يوازيه ابتلاع للكلمات و بعض الصمت
ويمضي الوقت
و الرجال الطيبون موجودون .. هكذا قلت و امنت
وتساءلت ..ذات يوم و قد ملأني الحنين و استفردت بي السنين .. تتقازفني قلوب العاشقين ..وانظار الجيران و الزملاء و المحيطين
وحيدة اتقلّي فوق نيران الانكسار والانتظار
يتسرب من بين شروخ الروح اخر قطرات من امل
و القلب من رشف المرارة قد ثمل
و الوقت يمر.. هل حقا يجدي الامر ..
وسؤالي كان ..هل حقا قبل الرب القربان ؟


**************************
يبدو انك كنت تعلم يا اخناتوني المجيد , ان اوقات مع حفيدك ساعيشها بعد عقد او يزيد
اكنت تعلم انه رجل عنيد ؟
هو علي كل حال كما رغبت و كما اريد ..يحمل الارث السعيد
النبل و الانف المميز و العيون ..و بعض الحزن .. و اتقان لفن رومانسي قد يوازيه ابتلاع للكلمات و بعض الصمت
دافيء حنون .. لا يخون .. و جنوبي اصلا يا اخناتون
هو انت في صورتك الاكمل ايها الحلم البعيد
وعن السر الفريد.. فيكمن في نصاعة القلب ..و دوامات طليقة من خام الحب ..وقراطيس زاخرة بالايس كريم تغلب عليها الكرات البيض
هي حتما روح الفانيليا وريحها .. غمرتني يوم اطلقت العنان لعشق صفاتك يا ترنيمة الحب السعيد

Thursday, October 15, 2009

بـــــاب الحــــديد

يعلن مزيع المحطة بصوت شوش وضوحه تتابع دقات قلبي العنيفة وهاتف يرن بإلحاح فوق الطاولة المجاورة.. أن رصيف رقم 1 يستعد لوصول قطار قادم من مدينة تعشق رائحة البحر.. و البحر يعشق فاتنة في البلاد البعيدة !! هل قالها مزيع المحطة حقا ؟ ام فقط توارد الي خاطري هذه اللحظة بالزات ,المفعمة بالتفاصيل ,وجه امل دنقل و صوته الرخيم .. يتلو قصيدة .. مؤكدا علي روعة الأحِبة القادمين من الشمال الفسيح .. تمتزج انفاسهم برائحة اليود البكر و حبات الرمل الصغيرة و المطر

طاولة معدنية تستضيفني داخل كافيتريا تقدم شايا رديئا مصحوبا و بشكل اجباري بقطعة "جاتو" لم اغامر بتذوقها .. بل اكتفيتُ رأفةً بمعدتي التي يجتاحها منذ ايام شيء من ضجر, بإستراق نظرتين متتاليتين كانتا لي عون علي اتخاذ قرار هامٍ مفاده ..أنه مهما تأخر القطار الذي يقل "عزيز عيني" من مدينته المتلاحمة مع زبد البحر .. مقدما لي اياه كهدية صباحية رائعه , تزيد النهار تألقا و جمالا .. فإني سأكتفي بتحمل تبعات الانتظار و عناءاته خارج جدران هذا المكان .. وإن كان البديل المتاح في التاسعة من صباح الجمعة هو الجلوس فوق المقاعد الحجرية الباردة المصطفة فوق رصيف المحطة , تجاورني امتعة احدهم .. أو واقفة ككائن تتحقق ضألته بوضوح تحت الزرقة الفسيحة لجمالون محطة مصر .. يشملني الفراغ الممتد ككون أزرق , تتردد داخل أروقته من آن لآخر أصداء مكبرات الصوت , معلنة عن تتابع حالات القدوم والمغادرة.. ممزوجة بهمهمات البشر المنثورين فوق الارصفة و امام اكشاك الحلوي و الجرائد

الانتظار الانتظار الانتظار

بالإضافة الي ساعتين آخرتين تظهران علي شاشة هاتفين احملهما ..هناك الساعة المعلقة امامي فوق الجدار الممدود رأسيا بدرجة قد تفطن معه , ان إستمرار إستطالته هو أمر لا تظنه ينتهي
لا اكف عن ملاحقة الثواني البطيئة خلال ثلاثتهم في تتابع , كلاعب سيرك , تتبادل بين كفيه الامكنة .. لكرات ثلاث ملونة
اريد ان ارفع عيني الان لأجدة منتصبا امامي بجسده البازخ .. و جـِلدٌ لوَّحت بياضه زخات من شموس متوالية
فأنا يسعدني ان اكون الوجه القاهري الاول الذي يصافح التماعة عينية ,وابتسامته التي تحصرها مجموعة من الاقواس المتوالية يمينا و يسارا ممهدة الطريق لخدين تزيدهما الاستدارة المكتسبه حديثا نضجا و اغواء

القاهرة القاهرة القاهرة

تروقني وجوه القاهره علي تعددها , و تزاحم بعضها في مخالطته لبعضه الأخر .. صور متراكبة تتداخل في جمال احيانا , أو قد يفصح تتابع تكوينتها غير المنسجمة عن جوانب القبح والتشوه في الحالات الاكثر رسوخا في زاكرة تشاؤمية كالتي املكها .. تحتفظ بالألم , و الصور المزعجة اكثر من قدرتها علي تسجيل لحظات مفرحة
هكذا تسللت بعض الافكار المرتبكة الي رأسي المزدحم بفوضي الانتظار, حين وقع بصري غير المستقر مصادفة علي ضلفتي زجاج نصف مفتوح كمقدمة لشباك , في خلفيته مشهد غير واضح لميدان باب الحديد , تسرب الي من خلال ثغرات في التكوين الخشبي للشباك

مكالمه هاتفية اخيرة ..و بكلمات تقطر أحرفها المبللة زهورا .. انعم فيها بقدر وافر من عبارات الغزل "السينيه" التي انتجتها مخيلته الخصبة .. لتكون احرفها المغسولة في بحر استبدلت ملوحته بكميات مركزة من عطر الياسمين ..هي بمثابة الاعلان الاخير عن وصول قطار الاسكندرية الي رصيفه بمحطة مصر
حيث انا الحبيبة تنتظر بصبر لا يفرغ حبيب .. تـُمرغ وجهها في التماعة عينية,
وابتسامة عزبة ..تحيطها اقواس متوالية.. تمهد طريقاً لخدين .. تزيدهما الاستدارة المكتسبة حديثا نضجا و اغواء

Tuesday, August 25, 2009

خــــــــــال مـريم

بعد طول انقطاع عن الكتابة .. اختارك أنت يا الجميلة مريم .. لأبدأ معك البحث عن .. لسان الحكي ..
لسان الحكي يا مريم ..هذا الذي يحارب معي أشباح الخوف حين تطاردني في ليالي الوحدة .. و مسوخ شائهة مصنوعة من عقارب الزمن اللاذع

لســــان الحـــكي
فقد احدنا الآخر في زحام مولد سيقت اليه قدماي يوما يا مريم .. والآن اناجيكي يا الجميلة اسألك بطهارة قلبك الذي مليء بنور البراءة ان تجعلي من عينيك الوضّـاءة لي نور .. اري به في عتمتي

كُوني لي مصباح و طريق نصف ممهده في مغارة أولها تحت جزع الشجرة العجوز, التي اطل عليها من شرفتي, وأخرها يكون الدرب الموصل للسان الحكي
تجربة
هي محاولة يا مريم .. قد تصيب و قد يسوقني قدري الي منطقه أخري ابحث فيها عن قدره أخري و طريقه في الاستبصار تقيني عتمه ليلي الثقيل

لماذا مريم ؟
تسالين يا مريم لما اخترت خضار عيناك ليكون حقل تسافر بصحبته قاطرتي .. مداه بطول رحلتي و الطريق ؟؟
أقولها لك صريحة يا مريم و بلا مواربة ... انت الأثيرة الي قلبه يا الغالية
ما ان تظهر بدايات اسمك علي طرف لسانه حتي تستحيل بقاع التوتر فوق صفحة وجهه انهار من نور ..و تنقشع كل الغيامات يا مريم ويكون القـَــسَم الموصول باسمك دليل قاطع علي صدق القول ..فلا حاجه لأي دليل او إثبات .. فانت الصدق يا مريم وقصيدة .. بل تعويذة يتلوها علي أذن السامع , تتفتح بك لحروفه القلوب و الأذان .. الصدق الخام انت يا مريم, هكذا بدائيا ابديا جميلا.. لم تغير لون صفاءه عكارة الحياة
هـــــــو
احكي لك يا مريم عن خال محمود
يلتقط لك الصور ويملا جيوب أثوابك بالحلوى و العملات ,و أذنيك بالحكايا الشيقة و الأغنيات.. أغنيات حفظها ليلهو بها مع جمال غمازاتك يا مريم
تظهرين في حجرته فتتفتح ابتسامته الطيبة لتظهر معها كل مشاكل اسنانه التي اخفق معها الطب الحديث وفاقم من أمرها ضيق الوقت و صفات منها كونه خال كسول
انت الوحيدة بين أقرانك التي لا يمنعه ضجر او الصداع او مزاج سيئ و طول اصاب يوم العمل, من زجها مطرودة من جنة أعدت له كونه من المتقين .. جدرانها و رديه و سريرها يتسع لفردين .. جنة ولوجها حلم يراود كل طفل و فتي خطت قدميه عتبة هذا الدار

احــــــــبه
لساني يا مريم الطاهرة لا يمل تكرار كلمات الحب علي مسامعه.. لكن بعد وقت , اظن ان بكارة الكلمات قد تصيبها شائبة..لست بالضرورة اعني فقد بكارتها.. و انما استهلاكها قد يخلق اطار مطاطي من ملل
بطريقتك انت يا مريم قولي له .. قولي له عن لساني, و لكن بلسانك الحلو انت الذي يتلون حسب طعم اللوليتا و المصاصه التي تلعقينها .. احمرا او برتقاليا او ورديا
رأيت لك صورة يا مريم بلسان اخضر .. ماذا عساك كنت تأكلين وقتها ؟!
قولي له يا مريم بلون اللسان الذي تفضلينه .. اني احبه حبا لم يعرفه قط قلب انسان
قولي يا مريم
ردددي علي مسامعه
ان لم تبقي رقعه في القلب لم تمس و اني لأجل عينيه ..هو فقط يا مريم .. صنعت قلبا جديدا عكفت عليه أياما طويله .. لم يوقفني قيظ صيف و لا برد شتاء.. عملت عليه بدأب فتاه تحب .. غزلت الخيوط و نسجتها و قصصتها و حكتها قلبا جديدا طازجا لم يمسسه قبله انس و لا جان .. خبريه يا مريم عن ذاك القلب .. لا يشاركه فيه سوي بقايا من حب الوطن ..قلب يتمرغ في رحابته كيف يشاء ..يجري و يلهو و يقعد و يكتب و يغني و يشاهد افلام و ينام ... قولي له ان للقلب شرفة و حديقة .. زرعتها خصيصا له بنجيل اخضر و اشجار سامقات و نخيل .. و لم انس الحشرات الصغار الصفر التي تداعب معصميه والنمل الذي يفضح خطواطه بياض القميص الذي احب .. و سأكون موجوده دائما كي اتتبع باناملي فوق كفيه و معصميه و جسده تلك الحشرات الصفراء الصغيره ..ابعدها تارة ..و الهو بها فوق جلده الناعم تاره اخري ..

امينه انت يا مريم .. اعرف عنك ذلك
اعلميه ان توتري و قلقلي ناجم عن مقدار طاقه لا يسعها قلبي تؤرقني.. قولي له اني فقط اخشي
اخشي يا مريم ان افقده
ان يتركني وحيده في منتصف الطريق .. تصفعني العربات من كل اتجاه فأموت .. ثم اموت..الف مره اموت.. ثم ابعث من جديد معذبه مستذله بنفس الداء والانكسار.. نفس اماكن الردود و الشروخ و الالام
ابلغيه انّا بشر شائهون .. كلانا موصوم بعذابات قديمة واحلام لم يبقي منها –ان بقي- سوي رماد .. وان البر الآمن موجود ..وان يدينا لبعضنا اكثر امننا حتي في عز الخوف من الف شاطيء قريب
واني احبه و اجدد ايماني به كل صباح و مع كل وضوء ..
وانه لي الدنيا اولها و اخرها وانا عوضه عن قسوة الايام
فهلا تماسكنا وتوحدنا و تشكلنا بصلابة مرنة امام هزات الطريق ؟

Wednesday, April 8, 2009

للتأريخ ..ربما

ربما اراني لا اشبهني .. اراني لا اشبه صورتي في المراّه .. اعلم ان التغير هو الاصل في الاشياء ..وان البقع التي يحفرها فوق جلودنا الزمن – بفعل ثقل و رتابه – قبضته .. هي في الاصل ليست سوي اعلان , صمم بطريقة مبتكرة , بهدف الترويج الي مشروع هوية جديدة .. تصلح لفتره زمنيه قد تطول او تقصر
فليتشح كل شخص بالعباءه التي تلائمه ,و ليُحكـِم كل فرد علي وجهه اغلاق قناعه
**********************
اشعر بعشرات التفاصيل التي تتعارك داخل رقعة صغيرة من قلبي لتحظي كل منها بمكان مميز بجوار الشرفة, حتي يتثني لها مشاكسة الرائح و الغادي
و لان المعاني تتفلت مني .. و لاني اجد صعوبة في اقتناص الالفاظ
ربما لانه و بحكم متعسف مني - اعلم تبريراته- قد سجنت الكلمات ,و ارديت المعني قتيلا
معلقا هو فوق مشنقة من المكر الذي ارتكب حماقة افتعالة .. اقولها بصراحة
لقد مللت اللعبة
**********************
لا اتعجب من الذي يشعر بمنتهي الامان في تواجده داخل فقاعة حزنه .. يحبك احكام تدويرها حول جسده الصغير
لكنه وبرحمة من الله , كان قد وُشم في صغره - وفوق رقعة الجلد التي يتدثر بها القلب - بوشم عبارة عن خطوط متشابكة تبدو كخارطه قد تساعد في الخروج من السارديب الضيقه التي تحكم غلقها و توزيع تلافيفها حوله الحياه .. يلزمه فقط الاراده
و ايضا مراّه صغيره .. يشق قميصه امامها و ينظر جيدا في اتجاه القلب عله يعرف الطريق

Wednesday, January 28, 2009

الشمس في يوم مش غائم

(1)
يوم الجمعة و بإصرار حزين طفقت اخرج رويدا رويدا اشق رحم الكون المترع بتكاثف الضباب و الأتربة في مدينة تأبي و ان تفسح مكانا لمزيد من البشر
أيمانا مني بحقيقة أكدتها لي التجربة بان الناس يوم الجمعة تجتاحهم حالة من الطيابة .. فيصبح القليلون اللذين يزرعون الطرقات غبارا في الصباح أكثر بشاشة ,واستعدادا للابتسام, أمام حياة متجهمة , النور في وجهها يزداد أفولا ساعة بعد أخري هؤلاء الطيبون يشمون رائحة الغريب .. و بدافع الفضول ربما او رقة مدخرة في ركن غير قصي من قلوبهم .. تجعلهم قابلون في صباحات الجمع لان يجيبوا اذا ما سئلوا .. بل و يمدون ايديهم في قلوبهم , يفكون عقدة الخرج المصرور علي القليل من المعاني الحلوة.. يكبشون منها و من الابتسامات و الوصفات السهلة المندورة لناس الجمعة .. يعرضون المساعدة لعابري السبيل والتائهين من أمثالي
(2)
تركت لها وجهي تقتات من تفاصيله كيف تشاء صورا بادي الحزن الجسور فيها متصلا بغير انقطاع ولا تقطير .. علّ شره فضولها بعد حين يدركه شبع ..او لعلها تمل هي بحيرتها التي كادت ان تخرجني عن طور الحزن فتضحكني فيتحول توجسها الي حقيقة مؤكده من اني احمل في وعاء عقلي غير قليل من اختلال او خبل
وبين زخات الاستحياء التي تواليني بها كلما باغتها - بتمرس قاهري- رادةً لها نظراتها المنسية فوق تفاصيلي بابتسامة ودودة بعدما التقطّــها من فوق ملابسي بطرفي إصبعين.. سألتها .. هي الأجرة كام ؟
أجابت وقد أشرق وجهها انتصارا 75 قرش.. فبسؤالي هذا قد انفتحت لها بوابات الحوار التي بدت أقفالها صدئه معصلجة
رددت لها الكرّة بتفرسي في الأخاديد المحفورة و المنتشرة بغزارة فوق بياض بشترها اللينة التي لم تستطع النيل من جمال يفترض بحسب قانون الطبيعة ان يكون قد ولي منزويا مستكينا بين تلك الشقوق المتقاطعة علي صفحة وجهها
النبــل البادي علي ملامحها يؤكده في عزة استقامة انفها ,و خضار معنيّ به جيدا ترعرع منتعشا زاهيا في حقل عينيها
ينفذ من بين تقاطعات الخيوط المنسوج منه ثوبها الأسود مكشكش الصدر رائحة شرش اللبن معجونا بما تسجله ذاكرتي من روائح تحت بند " طمي الأرض "
بس 75 قرش؟؟ قلت ذلك وقد تضامن حاجبي المرفوعان مع العبارة تأكيدا للتعجب في المعني المنطوق
هو ده بيروح الحرانية مش كده ؟؟ سألت مستفسرة.. وقبلما تأتيني من ايمائتها الإجابة كان الفتي علي يميني بصوت هادي رزين يؤكد لاحدي الراكبات التي تزامن مصادفة سؤالها مع سؤالي علي انها –أي السيارة -بتروح الحرانيه و الله

و استجابة للعمق اللافت في صوته تحول تجاهه ناظري لبرهة , لم تكن قط كافية لأقطع يقينا خلالها, بأن الجميل في وجهه هو الأنف المرتفع قليلا .. و ليس سمار البشرة او عسل العينين
ردني عنه شغفي برائحة الخصب عن يساري .. فعدت إلي جارتي اسألها .. هي الحرانية اخر الخط ؟فكأن الفتي لم يعجبه تحولي عنه فأجاب شادا خيوط الماريونت التي احكم لفها حول معصميه وترك نهاياتها مربوطة في كل طرف من أطرافي .. الأخر شبرا منت .. انتي عايزة تروحي فين في الحرانية

انتشلني من تلعثم في صوتي كاد ان يكون محققا "التباع", الذي طلب بحسم من الفتي ان ينزل لكي تتمكن السيدة السمينة و ابنتها التي تحتضن
رضيعا من الوصول للكنبة الخلفية دون عائق بشري يشع فــتوة ووسامة
(3)
فوق الخضار الممتد حقلا مثمرا, التابع لمدرسة ويصا واصف بالحرانية بدت الشمس أكثر سطوعا .. و الكون لا يتوقف عن إرسال الإشارات بان يوما جميلا سوف يقتصّ لي من الآلام التي اجتاحتني عاطفيا وبدنيا في الأيام القليلة الماضية و أردتني شبه قتيلة
(4)
بين وجوه الزملاء أتنقل بحثا عن الأقل فضولا لأوطن نفسي بجواره .. و بين الأمكنة عن الأقل إزعاجا, لاتخذه موضعا لم
يكن الرسم في هذا اليوم هو غاياتي .. فحاجتي الي البوح كتابة كانت قد تفاقمت بدرجة استحال معها تأجيل , فكان ان رفعت شعارا استعرته مؤقتا من صديق ..فأخذتُ "اكتب و اكتب و اكتب
وتجاهلت تماما إغراءات المكان التي لم تتوقف عن مراودتي مؤكده علي ان الجمعة هو اليوم المخصص للرسم..فأعدتُ صياغة الشعار ووجدتني لا اتوقف عن كوني "اكتب و اكتب و اكتب
(5)
تتلوي الحروف آلما تحت ثقل أصابعي ثم ما تلبث ان تفقد تماما السيطرة ,فتتخذ من آلامها مبرر لانتقام دموي يظهر في
تعاقب نقراتها الشرسة للحم الورق .. تغرس بوزها المدبب في أنسجته تشرب من دماؤه ثم تنفثها ً في وجه المعني , او تنفجر منتحرة فتتبعثر اشلائها كلاما نصف مقروء يستعصي علي الفهم..عن الشراكة ..و الحب.. و سطوة الاعتياد ..و كنز ايثاكا المزعوم

Wednesday, January 21, 2009

ا"المـــاشي "نائما




قدر الاصدقاء انهم احيانا يكونوا بمثابه حقل لتجريب هوس اصحابهم .. وانا حزرتك من الاول :)
في المرات الجاية - لو كان فيها مرات جاية -هحاول اكون احسن :)


تحيــــاتي

Monday, January 19, 2009

رسالة الي يحيي

وليدي يحيي .. باكورة أطفالي المنتظر
ولـّي مدبراً يا يحيي و لم يعقب.. مع انه يعلم مقدار شوقي و حاجتي إليه
التمس له العذر يا بني فقد فعلتها قبلك,سامح أباك يا بني ..و لا تنسي أن أمك رغم ترنحها لازالت قادرة علي الوقوف تضرعا بين يدي الرحمن سائلة له الخير و السعادة تلفه دعواها كل صباح تماما كسابق العهد..لم تغير عادتها أمك يا يحيي فاسمه ملضوما بالكلمات الطيبة هو باكورة وِردها الصباحي لا يزال..فتغير العادات صعب علي من هن مثل أمك يا صغيري الجميل
اشهر معدودات و حلم جميل
يقول يا يحيي أن الأمر ليس بيده,فصدقة يا ولدي..وان لم تستطع فتجاهل ذلك و تذكر فقط متوالية السعادة التي سلم بيديه المتمرسة طرف ثوبي الهفهاف لأول تروسها تتناولني قطعة قطعة أو أتناولها – ما الفارق ؟ يتلقفني فيها ترس متبوع بأخر في منظومة من يبلغ آخرعتباتها فقد استلقي من فرط الانسجام علي وثارة الأرائك في الجنة متنعما
.. وذلك كان لشهور أربع
وصايا
أوصيك يا يحيي بان تتخذ من امرأته أما لك من بعدي, فهي بلا شك ستكون ودودة حنونة بشوشة مشرقة.. فأباك يا يحيي لن يختار لا بنائه الآخرين – إخوتك يا صغيري – سوي أما صالحة , إن كان يملك -لا زال - الحق في الاختيار

نادها ب "أمي " يا يحيي فلن يؤلمني ذلك ولن احزن,هي ستحنو عليك و تربت علي كتفك الذي ينبئ رغم صغره بعــود ممتد سامق ورثته عنا يا يحيي أباك و أنا
وان تدلل عليك إخوتك الصغار قليلا او غاضبوك فلا ضير.. كن أنت الأخيــّر و اغمرهم بحنانك و حكمة الأخ الأكبر..سيحبونك يا يحيي كما قـُـوبل من قبلك من إخوته بالحب أباك.. وسيضع لك الله سرا بين عينيك,يجعل قلوب الجميع تتفتح بين يديك و تشرق شمسها لك..فامضي منصورا مجبورا يا ولدي بإذن الله
تواصل
وان نـِمت في فراشك يا يحيي ووجدته باردا فتذكر أني من مكاني - أينما كنت وقتها -ابعث إليك بأنفاسي الدافئة تداعب خصلات شعرك السوداء الكثيفة .. واني أهديك أغنية ندندن لحنها سويا فتتمدد روحينا و تستطيل و تكبر مخترقه كل الحواجز اللا مرئية مهرولة نحو بعضها وما ان تتلاقيا روحينا يا يحيي حتي تتلامسا فتتشابكا فتحتضن احداهن الاخري.. فتمتلك أنت الدفيء بحضوري .. وبحضورك أكن انا قد ملك النيا
وصايا 2
أوصيك يا يحيي بان تحب .. أحــِب ما استطاع قلبك ان يحمـِل من جمال و طيابة ولا تبالي بطول السفر و الغياب
فأصحاب القلوب الخضر, أولئك البنفسجيين .. قدرهم ان يسيروا في الأرض و يضربوا ,و بالأحزان هم لا يبالوا, فهم المصطفون ,و هم الأخيار
ارث يحيي
هي سيفك.. بلا..أتكلم عن ضحكتك..تشبه كثيرا ضحكة أباك الشاهقة الشارقة..فحارب بها - كما يفعل هو - المسوخ و الوحوش والتنانين في فزع الشتاء و قتامة لياليه الطويله,و الوحدة و الغربة وألام العامود الفقري و سخافة الإذاعات العربية وكل ما يقهر الأمل داخل القلوب الصغيرة
اطلب من أباك ان يعلمك السباحة في بحر الإسكندرية ثم داعب عمك "الماشي" و اصبب عليه من ملح الماء ثم فـِــر ضاحكا .. وتذكر جيدا(تلك البسمة) النابتة في تربة عينيه الحزينة من وراء زجاج العوينات المخضب ببخار الماء..لا تنساها يا يحيي ما حييت .. ولا تسأله يوما عن سر اودعه قلبه صديق..أرح نفسك ,فهو الصموت,وهو الصديق الزين لكل من سأله المحبة في الله و المودة في القربى
حق اطالب به لا زلت
ربما تجد ضالتك عند عمك " الملك ".. فاذهب اليه
في يدك من الجوافة الحلواني أحمال تغريه بها ,و في عينيك من الثقه دروعا تحميك تدبب طرف نظراته الرشيقة الراشقة,و من باب نصف مفتوح ادخل عليه
أقرؤه السلام و اسأله بعدما تتقاسما أنخابا من عصير الكرم منزوع الخطيئة..و قل له "عمي الملك .. احك لي يا عمي الملك .. ما القصة .. انا ليه ما اتكتبليش اجي و أشوف نور الدنيا ؟؟
سوف يتسع حضنه العريض لك ,فأنت من رائحة الحبايب .. سيقول بعدما تنقشع غيامات الصمت المكـبـِل في حلقة,و بنبرة مثقلة بالجراح نصف المندملة
"واخد يا يحيي من امك عينيها الحزينة و من ابوك السر"
ربما يبوح يا يحيي ويريح قلبينا –انت و انا – وربما تتكور اجابته دمعة يتسع قطرها رويدا في بطن عينية
اوصيك يا يحيي بان تلتقها قبلما يشربها رمل الإسكندرية الذي لا تشبعه ملوحة البحر و الدمع او ماء الشيشة البوري
بين كفيك احفظ دمعة "الملك"و سر بها يا يحيي أعواما .. اعبر بها انهارا .. زر مدنا .. ضاجع نساء .. و ابتاع الحرير و الياقوت و الكوتشيهات باهظة الثمن ,والقليل فقط من التيشيرتات الصفراء .. لقد ارهقني اصفرار الحياه فما بالك بالاقمشه القطنيه حين تصبغ بهذا اللون الرديء
زر اليونان يا يحيي .. وهناك .. بجوار قبر اخيل الذي مات بسهم اصاب كعبه مخلدا مجده.. و بروح ورعه تقيه .. ادفن دمعة الملك .. سوف تنبت علي اسرها الورود و الياسمين و ربما زهرة بنفسج .. لا تهديها لأحد يا يحيي .. فصاحبها يعرفها و سيساق اليها حتما .. في رحلة الله عنده تتمتها
واخيرا
عد يا يحيي الي الديار عبر بوابه الاسكندريه العظيمة ولا تنسي ان تدفع الكارته
سامحني يا يحيي فانا لن اغامر بانجابك سوي من الاب الذي حلمت لك به فلا تبتأس ولا تحزن .. يكفيك فخرا يا بني انه كان لأمك سيفا في وقت عز فيه الحديد .. ولك فكرة في وقت تساقطت فيه الاسهم من البورصات العالمية كعصافير الجنة من بلكونات الادوار العلوية

Friday, January 9, 2009

Wednesday, December 10, 2008

حالة

حياتنا سلسلة من التفاصيل الصغيرة و الأحــداث التي نلصق فوق غـــلافها و بأحــرف حمراء متوسطة الحجم نصف مقروءة كلمة "موقت" ه
حياتنا في النهاية ما هي الا حدث مؤقت كبير نسبيا ..
و لأنك لا تملك متسع من الوقت.. فلا داعي اذن لتأجيل او تفويت اي فرصة علي نفسك قد تقدر ان تكون فيها سعيدا..
جعل السعادة حالة حصرية علي حدوث اشياء بعينها ,قد تصدفنا و قد تتجنبنا هو محض هبل بحت
لانك لن تكون بذلك قد تشبست بسوي عناءات الانتظار
ان قررت ان تكون سعيدا فاعلها الان ..
اقتنص لحظتك حالا فورا و بلا ادني تأجيل , او مت بغيظك المكتوم ..فورا ايضا

Tuesday, December 9, 2008

Tuesday, December 2, 2008

الــّـمسني .. ونســّـني .. انا حيران

بعد الطوفـان .. الجو شبورة
ننده لبعض بهمسـة مزعورة
بشـــــويش نمـــدّ الايــديـــــن
ياللي انت جمـــبي..انت فيـــــن ؟

Tuesday, November 18, 2008

اللـــــوان رديئة


لا بأس..
انها الشتــــــــاء!!
اوهي استادرة هالة القمر الوضاء المكتمل!!

Thursday, November 13, 2008

بكرة انت وجاي

تنفقيء واحده تلو اخري..تلك الاعين المستديرة للحُسـّـاد, التي تتفحصك عبر ثقوبها الفضية المنشرة كفقاقيع هواء صغيرة حول الحواف الداخلية للفنجان .. ام تراك تفضلها مقدمة في كوب زجاجي نصف مكتنز .. شفافيته يبطل نصاعتها سحر البخار الزاحف شبورة , كصباحات شتوية نـَـبت فوق جبين سحـــابها شيء من مطر
********************
تتكسر برفق موسيقي تصدح من المزياع علي حافة طاولتك الخشبية الداكنة فرنسية الطراز , و التي لا ينسجم برأيي بُـعدها اللّـوني او تفاصيل صَدَفَــتـْها و الحلايا مع قوة هذا الفالس الثائر
هذا هو الفالس الاثير لديك ..اليس كذلك ؟
فالس او كونشيرتو ما الفارق ؟؟ انكم تعزبون انفسكم باطلاق المعايير الاصطلاحية و التدقيق
ان هي الا اسماء سميتموها انت و اباؤكم ما انزل الله بها من سلطان
ما الداعي يا حبيبي اذا كنت انا في كل الحالات قد اطلقت اسمك عليه كنوع من سهولة التناول ؟
لا تضحك ..انا جادة في هذا .. هو الان لك .. و اعلم ان اشتراوس لن يقاضيني .. فهو الان في عداد الموتي .. وورثته بالطبع مشغولون بامور اظنها اكثر اهمية من مقاضاتي لمجرد اطلاقي اسمك علي فالسك الاثير
******************
توشك علي فقد حرارتها كاملة قهوتك .. بخارها لا يكف عن الصعود و الارتقاء و التسامي .. و برودة الجو
انت تعلم - لا ترأف لحال قدح صغير-
ان لم تكن في عجلة من امرك اصنع لك غيرة ..تتلذذ بطعمه علي مهل .. لكن نصيحتي اليك هو ان تجعل من تكور كفيك مضمومتين معا رحما صغيرا .. يحوي فنجان قهوتك.. و يحفظها لك ساخنة
********************
يعجبني الشرشف الابيض هذا المنساب بلا تكلف فوق الطاولة الصغيرة التي تناضل كيلا ينكر وجودها زخم الاركان ..لا ليس نصاعة بياضة هو ما استفذ مخيلتي .. بل السلاسة التي يستلقي بها فوق المنضدة .. يملك وجودة التام هذا الشعور المحير بالامان
********************
قهوتك .. قهوتك .. بلا حزر يتفلت صخب اريجها ليغمر جو المكان
وانت بعينيك تتابع حركة حبيبات البن النعاعمة السابحة في دفيء الفنجان , مع ارتعاشة يديك .. قبل .. و بعد كل رشفة
********************
تتدلي الصرر الجصية ذات الطابع الاغريقي باناقة من مركزها باقات البوتس الخضراء كنجفات .. يناجي انبهاري من بين تشابك افرعها طعم ضوء النهار الفسيح
لا ينازع اشراق بياضها سوي انعكاسات صورتك الواثقة علي سطح الشمعدانات الفضية الثلاث , و التي تأكلت بفعل بهاء ليلتنا الماضية شمعاتها المنتصبات
********************
يتسامي البخارالصاعد فوق سطح قهوتك .. صانعا حاجز بيننا .. لذا ارجوك .. نحي الكتاب الذي يسرقك من دفئي جانبا.. اتركة بجوار اخية المدد فوق طاولتك الصنوبرية , وتعال بطعم القهوة علي طرف لسانك .. شاركني وثارة تلك الاريكة

تنهـــــــــيدة

مــن تداعيـــــــــــــــــات اللَّقطـــــــــــــــــــــــــــــــــة


.. قهوتك الصباحية بوجهها الدافيءالكثيـــف
..وقـوامهـــــا الاسمـــــر الخــصب الوافـــــر
اتعــــدهــــــا اليــــك امـــــرأه ســــــواي !؟؟

Friday, October 24, 2008

Saturday, October 11, 2008

انـي أُهـرتـل !!

حــكمة العــدد
في المسافة بين ما تريده ,و ما قد تقدر حقا علي الحصول عليه تتناثر الاسئلة .. تتسربل متشحة بالغيامات الخريفية فلا تكاد تبين .. او تستوضحها عيناك .. لذا فهناك .. تكمن حقا روعة التجربة
**************
وعن الاحـــــلام ..
الاحلام حين تتكون وتتشكل و تخرج في كامل بهائها متماسكة في صلابة بعد مرورها باطوار تكوينها الغازية فالسائلة يضحي اجاهضها و التخلي عنها حرام حرام و خطية لا يمحوها صيام دهرا أو قيام .. فالحالة الصلبة للحلم هي منتهي التحقق الوجودي الكامل .. فصبر جميل .. لسوف تلـــد لك روحك امتدادا جديد .. لانك - فيما اظن - امهر من ان تفسد روحك بحمل كاذب لحلم شائة لن يكتمل ولن يصير!!
*********************
درجة فهرنهايت اضافية ..
حين تتخطي الطاقة الداخلية حاله الاتزان و تفيض عن حدها المسموح .. تكون النتيجة الفزيائية الحتمية هو انسياب فقاقيعها و رغاويها الفائرة خارج اطار القلب , مشكلة بقعا قرمزية مضطربة علي سطح اناء الروح البلاستيكي نصف الشفاف من الخارج .. تتجازوه و تسيل علي طاولة الحياة خيوط متوالية تتابعها لا يتوقف .. ولا تنوع حجمها .. تمتزج فيها اطياف قوس قزح بتدريجات مثيرة مبتكرة و باشكال يصعب تقليدها من فرط التعقيد .. وقبل ان يتدارك احدهم الموقف و يطفئ النار عن هذا الغليان الذي يدمر دواخلك تكون القطرات قد بدأت تفقد حزرها في التسلل و تنطلق حاده عنيفة متراكمة لتشق بطن الارض الحبلي دائما بأجنة الاحزان
**************
اخطـــــاء شـائعة..
فيضاناتي الداخلية تأخذ في عـُتــو سيلها كل الاشياء..الحابل بالنابل..العاطل بالباطل..علي السواء بلا تفرقة.. فلا وقت لاعادة النظر..لا وقت للاختيار..شهداء الانفجار مع قتلاه يتساوون..في النهاية جميعهم اشـــلاء

Tuesday, September 30, 2008

و قــد كــــان ..

انهكه البحث عن روحك و الجسد في المدن الكثيرة.. وتعبت من طول ترحاله الافلاك
حين تمزقت احبالة الصوتية من طول النداء .. وتشققت انامله جراء تلمس اثرك في كل الاماكن .. لم يحزن .. فقط .. استكان في ركنه ينتظر الاشارة
******************
وحين باغتتك انعكاسات قمر ليلة نصفية علي سطحه البراق تنبهت انت.. انها العلامة ..
توهج نور, لفح وجهيكما ثم لفكما معا داخل عباءه .. سري هو فيك مسري الدم داخل اروقة الوريد .. وكان تمام الامتزاج هو نتيجة منطقية لتتجانس التفاصيل
قيل كن انت مبدد وحشته .. و لجبر انكساراتك هو يكون ..
فكان ما يجب ان يكون
هو ليس شيطانك او قرين .. هو فقط ضلعك الهائم علي وجهه في البلاد البعيدة ..و الذي بارتداده اليك حين ساقه القدر الجميل.. قد اصبح درع قلبك .. وانت سيفه الممشوق
في توحدكما يكتمل وجود انساني .. و تبدأ حياة
****************
في الازمان الغابرة .. وقبل تمام تشكلكما في النهاية بالهيئة الانسانية.. اذكر حين كادت سلطة زيوس العظيم ان تجردكما من اللقابكما كاّلهة صغيرة تسكن الاولمب جراء تعاطف أبديتماه تجاه سيزيف صاحب الصخرة .. حين تقدمتما بورقة اثناء الاجتماع الشهري تطالبان فيها - وبموجب وضعكما كالهة - بشيء من الرأفة تكف عن المسكين وصمة العبث الملاحقة له في كل الازمان .. بعدها .. فضلتما ان تكونا مجرد ورقتين تجاورتا في استدارة حول تاج زهرة برية منتصبة بشموخ علي حافة الصحراء قد يتخطفها الموت في اي لحظة علي ان تكونا اّلهة مخلدة قد اسقطت سهوا و عمدا عن ذهنها مبدأ الرحمة و فكرة العدالة

Monday, September 22, 2008

الهــــروب الكبير

جــَرَح ساقيه حين واتته الشجاعة مرة
زَفـَـر زفرتين أتبعهما بثالثة اخيرة , هم بالبدء عقبهم في تنفيذ خطتة الحلم .. تلك التي ارهقة كثافة مراودتها له مؤخرا كرغبة محرمة تلازم صحوة المضطرب و مناماته القلقة
ولم يكن ليجد الي ذلك سبيلا لولا مشهدا تراّي له ذاك اليوم في لحظة تكثـفت بعدها الاّمه و استفحلت , بدرجة كان لزاما عليه حينها ان يضع حدا لهذا العبث , او فلينفجر منتحرا.. مبددا لمرة واحدة و اخيرة جزيئاته الناعمة الداكنة الشفافة النقية
هو كخادم امين ليس له من امره شيئا الا اتباع مولاه كان عليه ان يتحمل بلا تشكي هذا الايذاء البدني و النفسي مكرها ,حيث تضطره ملازمة قدره التعس الي ان يحيا متخفيا أسفل نعلين تهتكا تحت وطأه ثقل جسد يترنح ترهله فوقهما
لا يتزمربينما كانت زفراته المحترقة تخرج متعاقبة سريعة , كنتيجة طبيعية لما هو واقع تحت وطأته , يطمس ملامحه و دقائق تفاصيله .. بل و يبتلعه بكامل هيئته ابتلاعا في قيظ الظهيرات الصيفية التي تلتهب تحت سياط شمسها المسومة الجلود , وتتلوي في استغاثة غير مجدية الابدان الغارقة في ملوحة تعرقها
هو عادة يبدو متفهما لطبيعتة الفزيائية – "كظل باهت "– ملقي غالبا و بلا اكتراث اسفل سيده ,او مهرولا خلفه يتعفر بدنه بتراب الطريق , ,و احيانا ثالثة يكون هو في المقدمة ,امام سيده, يشده بكل ما اوتي من قوة , كحصان عجوزتنهكه زوايا الميل غير المنطقية المحشورة بين ضلعي مطلع سخيف
يتلقي بصبرعن سيده - الذي لا يشبه - ما لا يفلح السيد في تفاديه من اذي الطرقات .. بل ويجد لنفسه السلوي في محاولاته الدؤؤب لاستنطاق جمال ما ,اخفي عمدا بين تفاصيل الطريق من احجــار و حفــر , او نقــش براعته فطرية لشخــوص , ووحوش , و تكوينات سريالية فوق احد الجدران المتهالكة بــــال فوقها مجهول او بثــق
لا تغريه استطالته و تعملقه في الليالي الشتويه ذات الاضاءات المرتعشة و البرد اللساع , و لا يسوؤه كثيرا تقزمه في النهارات الصيفية الحارة
هو ظل راض عن قدره , متعايشا مع اشجانه التي لا يعرف لها فكاكا ولا تبديلا
كان هذا الي ان رأي في ذات غروب - فيما يري الجالس- ظلا رشيقا يتهادي علي ضفة النهر متشحا بظل ثوب تكاد الوانه من زهاوتها ان تخضب تراب الطريق المفروش تحتها , في طرفه ممسكا بظل سلة تتفلت من خطوطها الخارجية ظلال لزهور صغيرة لا تقدر علي استيضاح تفاصيلها الا عين مدربة علي التعامل مع التداخلات المتناغمة, او فردا من بني الظلال الطيبين
كان ظل الجميلة يطأ الارض بتــؤده فتتبدل الارض و تستحيل دكنة ترابها اخضرار يلون المدي
تـُـحرك رقة النسيم ظلال الوردات الطاله من ظل السلة , فـتنتــشي الطيور فوق الاغصان و تنساب موسيقي الطبيعة في معزوفة عزبة احتفالا بيوم اثتثنائي لم يشهد له النهر و ضفافه من مثيل
شذي البهجة انتشر في المكان و تسلل الي انف " الظل" المسكين الجالس بجوار سيده علي ضفة النهر, ينتظر ظل سمكة تلتقط ظل طعما مشبوكاً في اخــر ظل السنارة المنعكس علي سطح مياه النهر
التفت " ظل" الرجل الذي لا يشبه صاحبه وقد سحره تبدل الكون حوله, فهم بترك سنارته و سمكه و حاول النهوض مسرعا عله يلحق بظل الجميلة شاكرا له علي ما فعله بالكون احلالا و تبديلا , و علي سعادة مُنحت له - هو" الظل" المسكين - الذي لا يشبه صاحبة .. لكن ثقل الجسد القابع بجواره منعه
بين سيده و بين ظلـّها الذي يختفي رويدا مقلتيه لا تستقران
انقبضت تفاصيله في محاولاته المضنية لان يلفت انتباه سيدة عله يرق لحاله ..و يعطيه فرصه لمصافحة ظل الجميله
لكــن بلا طائل كان جهاده .. تملكه الاحباط , فجلس منهكا حزينا يدير وجهه الي سيده الجالس فوق الحشائش النابتة يخنق رقتها بثقله , و الحنق يملأ قلبه الرمادي الملكوم .. يتحرك ظل السناره بين يديه كلما دار وجهه في اتجاه غياب ظلها , وقد أندي خضرة الحشائش من تحته ظل دمعة انسابت فوق تسطح وجهه
في الاسابيع القليلة المتعاقبة لم تكف ذكري ذاك اليوم علي ملاحقته .. كما لم يكف الحنق عن ملازمته .. فاستخدم مشاكسات قد تجعل سيده يمل صحبته , فيعتقه لوجه الله , او يرده الي نخاس في سوق الظلال يجد له سيدا اخر قد يشبهه فيسعد بصحبته
كان "الظل" ما ان يصل الي زحام السوق في قيظ الظهيره الا وتجده قد خرج من مخبأه اسفل النعلين وقد استطال قليلا و تحرك زاغدا و قارصا و راكلا او مادا قدمه قليلا مشنكلا الظلال الاخري التي بدورها تشكو باكيه الي اسيادها فيثأرون لها من سيده الذي يتملكه الحرج فيتمتم معتزرا, ساحبا "ظله " الارعن الي المنزل مستفهما عن الجنون الذي اصابه , بهدوء و روية مرة و بعنف و عصبية مرات .. يتلو عليه الوان العقاب.. و العصي لمن تمنع و عصي
سلوك "الظل" ذاد السيد عنادا فلم يعتقة كما كان منتظرا.. بل حبسه في الغرفة المظلمة , مربوطا في ظل عمود معدني صديء, بلا ظل طعام او شراب , وحيدا حزينا متألما
مـُتـكئاً علي قلبه الحائرغفا "الظل" , بعدما انهكه الجوع و التعب .. فرأي في غفوته ظلها وقد تهادي نحوه رائقا جميلا حاملا له ظل صرة طعام .. و زهرة .. طـَعـِم من يديها و تنسم عبقا ذاد الحب في قلبة اشتعالا .. اسر لها عما ينتويه فكان تبسمها و الايماءة هو اخر ما تلاشي فيها
افاق" الظل " , و قد ازداد قوة و اصرار, اما انا فقد ازدت حيرة و اضطرابا
فقد كان لزاما عليّ ان اجد خاتمة مناسبة سعيدة لهذا الظل و صبيته الحسناء عوضا عن النهايات الحزينة التي تملأ حقائب زهني وواقعي ..
فأنا لم ارد لبطلي نهاية تشبهني
لذا.. فقد ترنحت افكاري بين حللين اذكاهما ساذج
فاما ان اقبل بنهاية فقيرة مكررة كما افلام فريد شوقي , بأن أُوجـِـد لبطلي في الغرفة الفارغة المظلمة حبل ومقص و شباك , و اطار قديم لسياره يباغت به السيد بعد ان يكون قد حلَّ قيده بالمقص ..و استعد بعد ربط سيده في العمود الصدئ للهرب من الشباك , علي ان تكون الغرفة بالدور الارضي حتي لا يتأذي كاحلة اثر القفزة .. او.. ان اترك لكم النهاية تصرّفونها كيفما شئتم.. متمنية لكم حظا اسعد ..وخيال اخصب من فقيري هذا

Saturday, August 30, 2008

فرح المرايات



جميل ٌ هو الواقع حين يرتدي ابهي الحلل و يتزين طالا من شباك الاحلام السعيدة..
جميلةٌ هي الحياة حين تفاجئنا بأمانينا الصغيرة مهداة لنا كاملة - و كما نحبها - مغلفة بالسكاكر و قطع الشوكولا و شرائط الزينة ,
تحقق لنا امنية , و حلم بزواج سعيد لاثنين احبهما كثيرا و اتمني لهما دوام السعادة
محمد و هديل ..
افرحوا كويس يا عيال .. ده الفرح حلو

Friday, August 1, 2008

عن المخـــدات الباردة.. و ملاعق البيرة

لازم تقول لها تاني انك مغرم بيها .. وانها القمر و الشمس , وان من غيرها الحياة ضلمتها واسعة و بردها لسّــاع .. قول لها ان حضن المخدات و جع صدرك الفاضي يا منيـــّــل
هكذا انتهي فجأه و بدون سابق انزار حوارنا - صديقي و انا- عن الشراكة في الوحدة, و طعم الملح في دمع الصيف , و المراهقة المتأخره التي يضطر الشخص الراشد منا فيها الي ان يفعل ما لم يفعله في سن صغيرة
***************
قلت مبتدأً في محاولة طفولية للفت نظره و استدراجه الي محادثة يتزحزح ناظريه خلالها قليلا عن صفحة الفيس بوك
انت وحش .. وحش بكسر الحاء مش بتسكينها-
كسر الحاء المتجبرة المتغطرسة , و تركها وحيدة متألمة , و بلا اي مسكنات قد تخفف و لو قليلا من الام الكسر
***************
بقالك ساعه و مش بتقولي حتي ازيك يا بنت يا اللي انا اعرفها كده من بعيد لبعيد .. هو الاوبشن اللي بيخليك تشوف الناس اللي" ابير اوف لاين " راح خلاص ؟! بقيت بملكات عادية غير خارقة ؟
اجاب انه لم يكن يملك من الاساس اي امكانات غير عادية و انها ربما المصادفة و حدها .. او هو الاحساس ..
هممت بأن اتجاوز هذا الجزء من الحوار وانا اميل لتصديقه .. ففكرة ان يحس بوجودك احدهم .. و يتعامل مع ما قد يكون وجودك الفعلي علي الشبكة باعتباره امر واقع لهو اجمل كثيرا من ان يكون هذا مبني علي امكانات تلصصية تتيح له رؤية اسمك مضاء في قوائمه بل و مخاطبتك , بينما تحتجب انت انصياعا لرغبات نفسك في التوحد و الاندثار خلف زجاج الشاشة القريب

*****************
استنطقة من ان لاخر فيتودد بجملة او كلمات منثورة غير مترابطه استشف منها انه مشغول لشوشته مع قمرة الذي يعشقة , فاقول و الحنق يخنق اصابعي التي لا تكف عن الحديث بطقطقات متواصلة فوق الازرار
ممممممممممم بص شكلك مشغول بالقمر لدرجة ان رقبتك هتتلوح قريبا
فيرد بضحكة مقتضبة تعصر قلبي الما علي هذا الذي قد رهن روحه ثمنا لطلة من قمرة الدائر في الافلاك البعيد ة
*****************
سألني عن التي اعلنت خطبتها .. فقلت اني لا اعرف شيئا عنها و دعوت له ان عقبي لك .. فرد بغلاسة " سم
لسانه هذا الذي لم افلح في قص طرطوفة منه ,عللني أقي بفعلتي تلك الابرياء من شر انزلاقات -اللازع - فوق جليد حلقه و حنجرته

رددت بسرعه " سم انت " اما انا ..
اما انا فملعقة كبيره من الشهد الابيض الذي يقطره نحل الحدائق الملأي بزهور الجلاديولس البيضاء طويله السيقان
اعجبته العبارة فاثني عليها .. فاردفت انا تلطفا
ما انا الا بسمة فقيره وجدت مركونة بجوار شفاه لم تذق طعاما شهيا منذ ايام .. لكنها لا تلبث ان تبتسم ,تحسبا لايام قد تكون اشد ضراوة بلا طعام يعلن عن قدومه بعد
****************
إمبارح كان نفسى أحضن حد قبل ما انام يا بسمة .. قالها فرأفت لحالة
كنت خلاص يعنى حعيط
فكرت أحضن حسان بس قولت الولة غبى
المخده يا صديقي .. الا تنام بجوار وساده اطفأ حرارتها مبرد الهواء فوق رأسيكما ؟؟
انا عمرى ما حضنت مخدة فى حياتى .. قال مزهولا
يبقي ده انسب وقت علشان تجرب حضن المخده البارد المفرغ من الدقات التي تشي بشيء من حياة
لا تحزن يا فتي ... كلنا في الفراغ سواء ...كلنا في الا دفيء .. و الا شراكة نتشارك يا صديقي الحليوه الجميل
****************
يلا انا حروح أحضن الهوا الرطب
لا.. اسمها المخده اللي ما بيدقش قلبها
لازم تقولها تاني انك مغرم بيها .. وانها القمر و الشمس , وان من غيرها الحياة ضلمتها واسعة و بردها لسّــاع .. قولها ان حضن المخدات و جع صدرك الفاضي يا منيـــّــل
فراغ اطبق علي الصدوربعد اسدال الستار, و الذي تبعة اظلام تام